التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

لماذا نبقى في الجزائر؟ لماذا نترك الجزائر؟ وحوارات أخرى

  يوميات سبتمبر/ خريف 2021 - منذ قرون واليأس يوصف كمرض، ولمداواته كان الأطباء يصفون السفر كعلاج، وحسب ما نراه في بلدنا خلال الأشهر الأخيرة من هجرة متزايدة نظامية وغير نظامية، ولأن الأغلبية الساحقة لا تستطيع السفر، لأسباب تتعلق بمحدودية التحرك لدى شعوب الجنوب من جهة وبسبب الدخل الفردي المنخفض من جهة ثانية.. فإن الناس تختار المنفى. "اليأس مرض، يُمكن مداواته بالسفر، ولأن السفر ليس في متناول اليد، يختار الجزائريون المنفى الطوعي". منذ أسابيع وأنا أودّع صديقات وأصدقاء، حتى أنّ هذه الفترة من انقلاب الصيف إلى خريف صارت تُعرف في حياة الواحد "بموسم الهجرة نحو الشمال". سؤال يتكرّر حتى ما عاد يُسمع "وأنت متى تُغادر؟"، كنتُ قد طوّرتُ مع صديق -منذ سنوات- سلسلة أجوبة على السؤال، نسوقها للراغبين في السماع، لماذا لا نُهاجر.. احترفنا الجواب على هذا السؤال حتى ما صار له معنى. ثم كُن حريصا وأنت تُجيب فهناك هجرة الولد وهجرة البنت، والجزائر التي تنزف الآلاف من بناتها كل عام ليست تساعدهن على المعيش فيها، فإن سُقتَ أسبابك -وأنت الرجل- تأكد أنها لن تكون مُقنعة، أو على الأقل بعضها،
آخر المشاركات

الهند القديم

يقولونها بعد سماع أغنية راي أ و تأمل غرض ما وسط اليوم الذي يمضي بهم نحو جزيرة المستقبل يصمتون قليلا ... غالبا ما ينتمي الغرض لأرض الماضي: " الهند القديم " يختمون الذكرى بهاتين الكلمتين ولا يعرف أحد على متن أي سفينة وص لتا   إلى شواطئنا. لكن الشاعر يخاطر بمجاز عسكري: الختم كان وِسامًا -أو جُرحًا- يعرفُ به أبناء المستعمرات العائدون من حربٍ خاضتها الإمبراطورية بعضهم بعضا. قليلون من نجوا وقلّة احتفظت بالكلمتين، وتركت الختم أمانةً عند الناس يستعملونه كلما صادفهم غرض من أرض الماضي حيث لا يريد أحد العودة ولا رؤية ما حصل فقط، ومن دون تخطيط، اتفّق الجميع على ختمِ ما ينجو من الماضي والنسيان بهاتين الكلمتين "الهند القديم" مثل أوراق عسكرية قديمة تشهد على حرب  ما عادت تصرفُ أي منحة تقاعد ولم يبق منها أي أثر --- الرغاية، 14 - 10 - 2021 الفوج الثاني للرُماة الجزائريين المشاركين في صفوف الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الأولى، الصورة خلال تكريم الفوج بباريس العام 1919... من بقي منهم سيشارك إلى جانب أبناء الجيل الجديد من المستعمرات في الحرب العالمية الثانية وحرب الهند الصينية بين عام

النّيف: قصّة قصيرة عن الشكوى والكرامة في الجزائر

(كُتِبت هذه القصة الواقعية في ديسمبر 2020 بعد نزع الكمامة وتعليقها بمقبض النافذة وتعقيم اليدين بالكحول..) أقف أمام الصرّاف الآلي لمركز بريد بلدية حيدرة، في أعالي العاصمة، ومن حولي يقف مواطنون في عمر التقاعد، ننظر جميعنا إلى الرجل الذي ابتلع الصرّاف الآلي بطاقته.    يسأله أحدنا: هل هناك مشكلة؟ ربما لا يوجد مال داخل الصرّاف؟  يُشير الرجل إلى الذي سبقه، يقول أنّ الآلة ابتلعت بطاقته أيضا، رغم أنهما لم يخطآ في الرقم السرّي، والبطاقة لم تنته صلاحيتها بعد.  يبدأ أحد الواقفين في الكلام والتذمّر، يردّد كلمات عن "العجب"، يقول أننا صرنا نتعجّب من تعجّبنا. يغمغم النّاس من حولي.  كنت مع صديقي، ننتظر كلانا أن نسحب مالا. نقول أننا لن نخاطر، ونعرض على المرأة التي خلفنا التقدّم إذا ما أرادت. بدت أنها مستعجلة وبلا نقود، فقرّرت المخاطرة. في حين دخل الضحيتان إلى مركز البريد، لاسترجاع بطاقتيهما المستقرتان في البطن الحديدي للآلة. تنجح المرأة في سحب النقود فنتشجع أنا وصديقي ونلحق بها، فنسحب نقودنا وسط حيرة الجميع. أرجع للرجل المشتكي، كان ينتظر دوره لدخول مركز البريد.  فيواصل: - لم نعد نتعجّب من أي

ترجمة: الصهباء الجميلة - أبولينير

  ها أنا أمام الجميع رجل مليء بالمعنى عرف الحياة وعن الموت ما يمكن أن يعرفه رجل حي مرّ بأوجاع وأفراح الحب عرف كيف يفرض أفكاره بعض المرّات عرف عدّة لغات سافر مرّات عديدة جُرحَ في الرأس وثُقبت جمجمته تحت تأثير البِنج فقدَ أعزّ أصحابه في الحرب الفظيعة أعرف من القديم والجديد بقدر ما يعرف رجل وحيد من الأمرين ومن دون أن أقلق اليوم من هذه الحرب بيننا ومن أجلنا يا أصدقائي أحكُم على هذه الخصومة الطويلة بين التقليد والإبتكار                                  بين النظام والمغامرة *** أنتم الذين صُوِّر فمكم على صورة فم الرّب فمٌ هو النظام نفسه كونوا متسامحين عندما تشبّهونا بأولئك الذين شكّلوا كمال النظام نحن الذين نبحث عن المغامرة في كل مكان *** نحن لسنا أعدائكم نحن نريد أن نمنح لأنفسنا ميادين واسعة وغريبة حيثُ يهِب اللغز المُزهِرُ نفسه لمن يريد قطفه يوجد هنا نيران جديدة ألوان لم تُرى من قبلُ ألف خيالٍ مخفي يجب أن نُجَسّده *** نريد أن نستكشف الطيبة تلك الرُقعة الشاسعة حيث يصمُت كل شيء هنالك أيضاً الوقت الذي يُمكننا طرده أو جعله يعود رحمة ب

دروج محمد بودية

  مستمعي مستمعات إذاعة كورونا الدولية مسلخير عليكم كي عرفت بلي العدد الجاي راح يكون على انقلاب 19 جوان 65، فكّرت وش نقدر نقول؟ هل ندير حاجة على الجزائريين اللي يعتبرو التاريخ هذا دخل البلاد في حيط... ولا على الناس اللي كانت تشوف ببلي سلكنا من الحيط... ولا نهدر على الناس اللي صوطات فوق هذا الحيط وقاومت، خاصة أنّنا محتاجين في قراءتنا للتاريخ نركزو على "المقاومات" أكثر من "الحشوات"... إيمالا هيا نبداو: #جويلية 2017 كنت نخدم ف حانوت في ديدوش مراد. الخدمة كانت عاجبتني، بصّح ما كنتش نتفاهم مع المعلّم. آلجي ف الصيف خالية، يدورو فيها غير اللي ما عندهم وين يروحو. كل ما توصل الطناش كنت ندّي pause باش نفطر، نشري سندويتش ونبعّد على المحل. كنت نمشي حتى rue burdeau ومن ثم نمشي 200 ميترة ونطلع دروج صغار وعاليين على ليسرَة، يخرجوني لفوق في بولفار محمد الخامس. نقطع الطريق، ونريح ف دروج كبار وواسعين، يخرجوك لفوق ف التيليملي.. بصّح أنا كنت نقعد لتحت، وين نقدر نكابتي نسمة صحيحة ف الظل... ونفطر ونخمم وقتاش نحبّس خدمة. فاتوا أيامات وأنا هكا.. حتى واحد النهار رفدت راسي وقريت اسم الدروج:

ملاحظات شخصية حول العمل: 2 (العمل في الحراك)

( ملاحظات شخصية حول العمل، هي سلسلة نصوص قصيرة تتأمل في فعل وفكرة "العمل" بناء على تجارب شخصية وجماعية، وتحاول معالجة الأفكار المسبقة وكذا الأوضاع الواقعية لبعض الأعمال والوظائف بالأمس، اليوم وفي المستقبل.) -          نستكمل في الحلقة الثانية التفكير في قيمة العمل، وبعد مقدّمة شخصية ومختصرة عن العمل، أصل إلى مسألة أوسع ألا وهي العمل وعلاقاته بانتفاضة شعبية كالحراك في الجزائر. نحاول طرح أسئلة حول: طبيعة عمل جزء من جمهور الحراك، وهل عُنِي الحراك بمسألة العمل، وهل وصل الحراك إلى أماكن العمل، ولماذا فشل المتظاهرون في تحقيق الإضرابات العامة والعصيان المدني الذي لطالما رفعوه كشعار تصعيدي. عندما انطلق حراك 22 فيفري 2019، كان الناس يمضون في أعمالهم ومشاغلهم، كحالهم في أغلب الأوقات... أوقات الركود الذي يسمى "استقرارا". ثم حصلت الثورة. البعض كان ينتظرها، والبعض الآخر بوغِتَ بحدوثها. خطف الحراك انتباه ونظر الحكّام والمحكومين، ولا زال إلى اليوم، حتى ونحن وسط وباء وإجراءات حجر صحي. كنتُ محظوظا لأن عملي كصحافي كان يقضي بتتبّع "الحدث" وتغطيته، فكنت في ا