التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

بالكاد أعلى من صمتِ إيليا سليمان

شاهدتُ أمس، من عُمق حجري المنزلي، فيلم It Must Be Heaven . الفيلم الروائي (؟) الطويل الرابع للمخرج الفلسطيني، والذي أنتِج سنة 2019. شاهدته مُقرصنًا على موقع ستريمنغ. عشر سنوات بعد فيلمه الأخير، والأشهر ربما، "الزمن الباقي"، عاد ليصوّر فيلما هو شخصيته الرئيسية، بين ثلاثة مُدنٍ عاش فيها خلال حياته: الناصرة، باريس ونيويورك. صامِتٌ لا يتكلّم خلال الفيلم الذي تجاوز الساعة والنصف من الزمن، يلبس سُترةً زرقاء صينية وشابو سعف ويضع نظارات بكادر داكن. شعره أبيض، يشربُ كأس العرق في الفرندا ببيت العائلة في الناصرة، ويواصل "تحمّل" جيرانه الفضوليين، الذين يسرقون الليمون من حديقته ويسكرون على البلكونات حيث يجلسون بالكلسونات لساعات. بدا إيليا، في هذا الفيلم غير الروائي، حيث لا قصة ولا خطّ سرد فيه، بل فقط لوحات متتالية، أقول: بدا إيليا وكأنّه يُغلق ملفا فتحه في "الزمن الباقي" الذي صوّر فيه على ثلاث مراحل زمنية، قصّة والديه وقصّته في فلسطين: النكبة 1948، ما بعد النكسة 1967، والزمن الحاضر الألفينات. حيث نراه يدور في منزله بالناصرة ويتخلّص، لفائدة جمعية خيرية،

بلا شاهد

(كُتِب هذا النص ليُرافق صور مشروع EXILE للفنان عبدو شنّان) أول مرة حسّيت بكلمة "ديكور" كان في أستوديو التصوير الكائن بالعمارة رقم 15 في حي باش جراح بالعاصمة الجزائر. كنت صغير، ربما أربع سنين أو خمسة، وكنت أذهب كل عيد فِطر مع أمي لأخذ صورة. كان يحدث أن نذهب خارج أيام العيد أيضا، مثلا يوم الختان أو خلال التحضير للالتحاق بالسنة الأولى ابتدائي. أدخل الأستوديو فأشمُّ تلك الرائحة الكيميائية الغريبة. هناك مدخل المحل، ثم منطقة عبور ضيّقة، انتصبت فيها آلة ضخمة لاستخراج الصور، ربما بحجم ثلاثة ثلاجات، وأمامها باب صغير (ربما كان الغرفة الحمراء) وفي الأخير نجدُ الأستوديو بكل زينته وديكوره الكيتش. ككل استوديوهات التصوير خلال عِقد التسعينات، لم يَخلُ الأستوديو من ورق الحائط المحمّل بالزهور والورود بشكلٍ يجعلك تتخيّل أنك عالقٌ وسط حديقة إنجليزية. لكن على الحائط المجاور امتدَّ رملٌ أبيض نحو مياه زرقاء مُغرية، والمشهدُ مُحاط بنخيل استوائي نحيل الجذع. الأرضية كانت خضراء، مثل بساط طاولة بلياردو، وفوقها وقفتُ منذ كان سنّي لا يتجاوز العام، حيث أني أملك صورة أقفُ فيها بالكاد على الأرضية

لماذا يريدون الوصول إلى المرادية؟

(نُشِر هذا المقال يوم 16 / 3 / 2019) بعد ثلاثة أسابيع، وبعد الجمعة الرابعة، من الحراك الشعبي المُطالب برحيل نظام الرئيس بوتفليقة، وبعد أن تعوّد الرأي العام على وصفِ طريقة سيرِ المسيرات في العاصمة الجزائر بشكل اختزالي: تنطلق صباحا، يكبر عددها بعد الصلاة، تسير بسلمية وتنتهي مع الساعة الخامسة… وتحدث أعمال عنف « لا دعوة لنا بها ». لكن ما يُلاحظ هو أن عدم حضور سؤال: ماذا يحدث بعد الساعة الخامسة عصرًا؟ ولماذا تشهدُ الأحياء العلوية أعمال شغب؟ ومع من تصطدم شرطة مكافحة الشغب كل جمعة؟ مع فئة معيّنة من المتظاهرين أم مع من يُسمّونهم بـ « البلطجية »؟ الثابت في هذه الجمعة الرابعة، 15 مارس، هو أن الشرطة تواصل الدفع بنقاط المواجهات إلى أسفل، فبعد أن كان خط المواجهة في أول جُمعتين قريبًا من « المرادية »، صار في آخر جُمعتين في حي تيليملي، أي أنه صار أقرب لوسط المدينة وبعيدًا نِسبِيًا عن مبنى الرئاسة الذي لا يوجد فيه الرئيس. رمز المرادية تقول لي فريدة (60 سنة)، متقاعدة، أنّها لا تفهم لماذا صار لقصر المرادية « فجأة » رمزية لدى الجيل الجديد، ولماذا يريدون الوصول إليه. أسألها هل سمعت