التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2020

ترجمة: الصهباء الجميلة - أبولينير

  ها أنا أمام الجميع رجل مليء بالمعنى عرف الحياة وعن الموت ما يمكن أن يعرفه رجل حي مرّ بأوجاع وأفراح الحب عرف كيف يفرض أفكاره بعض المرّات عرف عدّة لغات سافر مرّات عديدة جُرحَ في الرأس وثُقبت جمجمته تحت تأثير البِنج فقدَ أعزّ أصحابه في الحرب الفظيعة أعرف من القديم والجديد بقدر ما يعرف رجل وحيد من الأمرين ومن دون أن أقلق اليوم من هذه الحرب بيننا ومن أجلنا يا أصدقائي أحكُم على هذه الخصومة الطويلة بين التقليد والإبتكار                                  بين النظام والمغامرة *** أنتم الذين صُوِّر فمكم على صورة فم الرّب فمٌ هو النظام نفسه كونوا متسامحين عندما تشبّهونا بأولئك الذين شكّلوا كمال النظام نحن الذين نبحث عن المغامرة في كل مكان *** نحن لسنا أعدائكم نحن نريد أن نمنح لأنفسنا ميادين واسعة وغريبة حيثُ يهِب اللغز المُزهِرُ نفسه لمن يريد قطفه يوجد هنا نيران جديدة ألوان لم تُرى من قبلُ ألف خيالٍ مخفي يجب أن نُجَسّده *** نريد أن نستكشف الطيبة تلك الرُقعة الشاسعة حيث يصمُت كل شيء هنالك أيضاً الوقت الذي يُمكننا طرده أو جعله يعود رحمة ب

دروج محمد بودية

  مستمعي مستمعات إذاعة كورونا الدولية مسلخير عليكم كي عرفت بلي العدد الجاي راح يكون على انقلاب 19 جوان 65، فكّرت وش نقدر نقول؟ هل ندير حاجة على الجزائريين اللي يعتبرو التاريخ هذا دخل البلاد في حيط... ولا على الناس اللي كانت تشوف ببلي سلكنا من الحيط... ولا نهدر على الناس اللي صوطات فوق هذا الحيط وقاومت، خاصة أنّنا محتاجين في قراءتنا للتاريخ نركزو على "المقاومات" أكثر من "الحشوات"... إيمالا هيا نبداو: #جويلية 2017 كنت نخدم ف حانوت في ديدوش مراد. الخدمة كانت عاجبتني، بصّح ما كنتش نتفاهم مع المعلّم. آلجي ف الصيف خالية، يدورو فيها غير اللي ما عندهم وين يروحو. كل ما توصل الطناش كنت ندّي pause باش نفطر، نشري سندويتش ونبعّد على المحل. كنت نمشي حتى rue burdeau ومن ثم نمشي 200 ميترة ونطلع دروج صغار وعاليين على ليسرَة، يخرجوني لفوق في بولفار محمد الخامس. نقطع الطريق، ونريح ف دروج كبار وواسعين، يخرجوك لفوق ف التيليملي.. بصّح أنا كنت نقعد لتحت، وين نقدر نكابتي نسمة صحيحة ف الظل... ونفطر ونخمم وقتاش نحبّس خدمة. فاتوا أيامات وأنا هكا.. حتى واحد النهار رفدت راسي وقريت اسم الدروج:

ملاحظات شخصية حول العمل: 2 (العمل في الحراك)

( ملاحظات شخصية حول العمل، هي سلسلة نصوص قصيرة تتأمل في فعل وفكرة "العمل" بناء على تجارب شخصية وجماعية، وتحاول معالجة الأفكار المسبقة وكذا الأوضاع الواقعية لبعض الأعمال والوظائف بالأمس، اليوم وفي المستقبل.) -          نستكمل في الحلقة الثانية التفكير في قيمة العمل، وبعد مقدّمة شخصية ومختصرة عن العمل، أصل إلى مسألة أوسع ألا وهي العمل وعلاقاته بانتفاضة شعبية كالحراك في الجزائر. نحاول طرح أسئلة حول: طبيعة عمل جزء من جمهور الحراك، وهل عُنِي الحراك بمسألة العمل، وهل وصل الحراك إلى أماكن العمل، ولماذا فشل المتظاهرون في تحقيق الإضرابات العامة والعصيان المدني الذي لطالما رفعوه كشعار تصعيدي. عندما انطلق حراك 22 فيفري 2019، كان الناس يمضون في أعمالهم ومشاغلهم، كحالهم في أغلب الأوقات... أوقات الركود الذي يسمى "استقرارا". ثم حصلت الثورة. البعض كان ينتظرها، والبعض الآخر بوغِتَ بحدوثها. خطف الحراك انتباه ونظر الحكّام والمحكومين، ولا زال إلى اليوم، حتى ونحن وسط وباء وإجراءات حجر صحي. كنتُ محظوظا لأن عملي كصحافي كان يقضي بتتبّع "الحدث" وتغطيته، فكنت في ا

ملاحظات شخصية حول العمل: 1

(ملاحظات شخصية حول العمل، هي سلسلة نصوص قصيرة تتأمل في فعل وفكرة "العمل" بناء على تجارب شخصية وجماعية، وتحاول معالجة الأفكار المسبقة وكذا الأوضاع الواقعية لبعض الأعمال والوظائف بالأمس، اليوم وفي المستقبل.) قبل أن أخوض تجاربي –القليلة نسبيا- في العمل، كان كل تفكيري بخصوص "العمل" يتعلّقُ بما يُمكن تسميته شروط تحسين العبودية وليس إعادة مُساءلتها، ربما لأنّي لم أختبِر نفسي تحت ضغوطات ونجاحات ومشاكل "العمل"، وبالتالي لم تخطر على بالي فكرة مساءلة   العمل نفسه، كأكثر نشاط يُضيّع فيه الإنسان هبرةَ سنين عمره. لم أنتظم في عمل واحد، بعد نهاية دراستي الجامعية، لأكثر من ستة أشهر متواصلة. عملتُ كبائع كُتب في مكتبة ثم كصحافي ديسك، أي ذلك الصحافي الذي يجلسُ في المكتب أكثر ما يجلس مع النّاس. وفي الحالتين ظلّ وضعي القانوني مُعلّقا: لا تأمين اجتماعي ولا راتب شهري أستلمه من البنك أو البريد، بل داخل ظرفٍ أبيض صغير، كأنّما ربّ العمل يُسلّمني رسالة. وقبل كل هذا عملتُ، وأنا طالب، داخل مساحة لعبِ أطفال في مركزٍ تجاري. عملتُ بالسّاعة عندما يغيبُ أحد العمّال، الذين كانت م

ترجمة: تأملات عن الطاعون - جورجيو أجامبن

حذّر الفيلسوف الإيطالي جورجيو أجامبن، منذ 26 فيفري، حول إرساء حالة الطوارئ المُبرَّرَة بتهديد فيروس كورونا، في مقال له نُشر بجريدة المانيفستو. أما نصّه الأخير الذي ظهر على موقع Quodlibet فيُساءِلُ دور العلم في صناعة (الدينية) قبول إجراءات الحجر المنزلي. هل تقترب الحيوانات البشرية، بعد إحساسها بأنها مريضة بالطاعون، من خطرٍ أكبر، ولكنّه سياسي هذه المرّة؟                       منمنمة للواسطي - دفن ميت بالطاعون - مقامات الحريري التأملات التالية لا تخصّ الوباء، ولكن ما يُمكننا فهمه من ردود الأفعال التي يُثيره عند البشر. يتعلّق الأمر إذا بالتفكير في السهولة التي تقبّل بها مجتمع كامل الشعور بأنّه مريض بالطاعون، الانعزال في المنزل وتعليق الظروف العادية لحياته، علاقات العمل، والصداقة، والغرام، وحتى قناعاته الدينية والسياسية. لماذا لم تحصل، كما كان مُتصوَّرًا رغم ذلك وكما يحدث عادة في حالة مماثلة، مظاهرات ومعارضات؟ الفرضية التي أودّ طرحها، هي أنّه، وبشكل ما، ورغم أنها قد تظهر غير عقلانية، إلا أن الطاعون كان هنا طوال الوقت، ذلك أنّ ظروف حياة الإنسان وصلت لدرجة لا تُطاق، تماما مثل ط

بيان حركة "خارج الحجم" حول الأدب والتماسف الاجتماعي

                                                             (خريطة الإدريسي)                                                                      أولوية الجغرافيا على التاريخ. أولوية الخريطة على الشهادة. هذا هو مفتاحنا. على تضاريس الجغرافيا نفرشُ نصوصنا وقصصنا، ونمدّ ونشُدُّ جملنا ونختبرها. التاريخ هو مصران هذا العالم وكل ما يدخله يخرج خراءً أو غازات. اتركوا التاريخ وافتحوا عيونكم وآذانكم على الجغرافيا. الخرائط تمتّد في الأرض والأجساد والحكايات والأصوات، الخرائط هي الماضي والحاضر والمستقبل، من المدن للصحراء مرورا بسلاسل الجبال. القصّة هي خريطة تبحثُ عن مفتاحها، على الكاتب أن يفكّ مفاتيح الخرائط ويكتبها. بدل تضييع وقته في لعب دور قاضي الموتى ضدّ موتى آخرين. على الأرض، وفوق الصخور، يعيش البشر. وليس في الحملات التوعوية لمصالح الأمن ولا في كتب التاريخ المدرسي ولا في نشرات الأخبار الرسمية ولا في المذكرات التاريخية الرديئة، التي تُصدرها دور النشر الرديئة التي ترضع من الرّيع، في نفس الوقت الذي تطمح فيه أن تُعوِّض الرواية الرسمية. لا نُعوِّض التاريخ الانقلابي بتاريخ انقلابي

ترجمة: الفصل الأول من رواية "مرآة مجنون" لحسان زهّار

نبذة عن الكاتب: وُلِد حسان فاروق زهّار بقصر البخاري (الجزائر)، سنة 1939. سافر إلى أوروبا سنة 1957، درس بسويسرا وعمل في أكثر من مهنة: صحافي، بارمان، حمّال في محطة لوزان. سافر في أكثر من بلد أوروبي طلبا للمغامرة وبدون مال. عمل بين سنتي 1960 و 1963 كمحرّر في أكثر من راديو وجريدة، ثم التحق بوكالة الأنباء الجزائرية بعد الاستقلال وحتى منتصف الستينات. عاش في باريس ونشر بالفرنسية، لغة كتابته، مجموعة قصصية سنة 1966، ثم روايته الوحيدة مرآة مجنون سنة 1979 عن دار فايار الباريسية، والتي تروي مغامرات سالم، الجزائري في باريس السبعينات. ثم فُقِدَ أثره، حتى سنة 2009، وبعد تواصل مع أخت الكاتب، أعادت منشورات البرزخ (الجزائر) نشر مرآة مجنون ؛ ونشرتْ على غلافها سطورا قليلة تقول بأن حسان زهّار تُوفي سنة 2002. نفذَت هذه الطبعة من السوق الجزائرية، وفُقِد أثرُ زهّار مرّة أخرى. (الطبعة الجزائرية سنة 2009)                                                     (الطبعة الفرنسية سنة 1979) الفصل الأول اعتقلوني مثل لص، أسوأ، مثل مجرم. حشد المتفرجين كان هنا، كأنّما لأجل بروفة عامّة. لا أ