التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

ترجمة: تأملات عن الطاعون - جورجيو أجامبن

حذّر الفيلسوف الإيطالي جورجيو أجامبن، منذ 26 فيفري، حول إرساء حالة الطوارئ المُبرَّرَة بتهديد فيروس كورونا، في مقال له نُشر بجريدة المانيفستو. أما نصّه الأخير الذي ظهر على موقع Quodlibet فيُساءِلُ دور العلم في صناعة (الدينية) قبول إجراءات الحجر المنزلي. هل تقترب الحيوانات البشرية، بعد إحساسها بأنها مريضة بالطاعون، من خطرٍ أكبر، ولكنّه سياسي هذه المرّة؟                       منمنمة للواسطي - دفن ميت بالطاعون - مقامات الحريري التأملات التالية لا تخصّ الوباء، ولكن ما يُمكننا فهمه من ردود الأفعال التي يُثيره عند البشر. يتعلّق الأمر إذا بالتفكير في السهولة التي تقبّل بها مجتمع كامل الشعور بأنّه مريض بالطاعون، الانعزال في المنزل وتعليق الظروف العادية لحياته، علاقات العمل، والصداقة، والغرام، وحتى قناعاته الدينية والسياسية. لماذا لم تحصل، كما كان مُتصوَّرًا رغم ذلك وكما يحدث عادة في حالة مماثلة، مظاهرات ومعارضات؟ الفرضية التي أودّ طرحها، هي أنّه، وبشكل ما، ورغم أنها قد تظهر غير عقلانية، إلا أن الطاعون كان هنا طوال الوقت، ذلك أنّ ظروف حياة الإنسان وصلت لدرجة لا تُطاق، تماما مثل ط

بيان حركة "خارج الحجم" حول الأدب والتماسف الاجتماعي

                                                             (خريطة الإدريسي)                                                                      أولوية الجغرافيا على التاريخ. أولوية الخريطة على الشهادة. هذا هو مفتاحنا. على تضاريس الجغرافيا نفرشُ نصوصنا وقصصنا، ونمدّ ونشُدُّ جملنا ونختبرها. التاريخ هو مصران هذا العالم وكل ما يدخله يخرج خراءً أو غازات. اتركوا التاريخ وافتحوا عيونكم وآذانكم على الجغرافيا. الخرائط تمتّد في الأرض والأجساد والحكايات والأصوات، الخرائط هي الماضي والحاضر والمستقبل، من المدن للصحراء مرورا بسلاسل الجبال. القصّة هي خريطة تبحثُ عن مفتاحها، على الكاتب أن يفكّ مفاتيح الخرائط ويكتبها. بدل تضييع وقته في لعب دور قاضي الموتى ضدّ موتى آخرين. على الأرض، وفوق الصخور، يعيش البشر. وليس في الحملات التوعوية لمصالح الأمن ولا في كتب التاريخ المدرسي ولا في نشرات الأخبار الرسمية ولا في المذكرات التاريخية الرديئة، التي تُصدرها دور النشر الرديئة التي ترضع من الرّيع، في نفس الوقت الذي تطمح فيه أن تُعوِّض الرواية الرسمية. لا نُعوِّض التاريخ الانقلابي بتاريخ انقلابي

ترجمة: الفصل الأول من رواية "مرآة مجنون" لحسان زهّار

نبذة عن الكاتب: وُلِد حسان فاروق زهّار بقصر البخاري (الجزائر)، سنة 1939. سافر إلى أوروبا سنة 1957، درس بسويسرا وعمل في أكثر من مهنة: صحافي، بارمان، حمّال في محطة لوزان. سافر في أكثر من بلد أوروبي طلبا للمغامرة وبدون مال. عمل بين سنتي 1960 و 1963 كمحرّر في أكثر من راديو وجريدة، ثم التحق بوكالة الأنباء الجزائرية بعد الاستقلال وحتى منتصف الستينات. عاش في باريس ونشر بالفرنسية، لغة كتابته، مجموعة قصصية سنة 1966، ثم روايته الوحيدة مرآة مجنون سنة 1979 عن دار فايار الباريسية، والتي تروي مغامرات سالم، الجزائري في باريس السبعينات. ثم فُقِدَ أثره، حتى سنة 2009، وبعد تواصل مع أخت الكاتب، أعادت منشورات البرزخ (الجزائر) نشر مرآة مجنون ؛ ونشرتْ على غلافها سطورا قليلة تقول بأن حسان زهّار تُوفي سنة 2002. نفذَت هذه الطبعة من السوق الجزائرية، وفُقِد أثرُ زهّار مرّة أخرى. (الطبعة الجزائرية سنة 2009)                                                     (الطبعة الفرنسية سنة 1979) الفصل الأول اعتقلوني مثل لص، أسوأ، مثل مجرم. حشد المتفرجين كان هنا، كأنّما لأجل بروفة عامّة. لا أ